أكدت وزارة الاتصالات، امس الأربعاء، أن مسارات الكابل الضوئي في المناطق الغربية والشمالية من العراق لا تزال مدمرة بسبب العمليات العسكرية بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم (داعش)، فيما أكدت أن العراق يعد من أفضل المعابر لربط دول الشرق بالغرب.
وقال الوكيل الفني الأقدم لوزارة الاتصالات أمير البياتي في حديث الى (المدى برس)، إن "الوضع الأمني أربك عمل الوزارة وخطط مشاريعها، حيث كان لدى الوزارة خطة لتطوير أولي لتعديل السياسة وتخفيض الأسعار بالنسبة لشبكات الإنترنت بحيث ينعكس على المواطن بشكل مباشر ولكن الأحداث الأخيرة وقفت تلك المشاريع، وفي ظل التقدم الحاصل للقوات الأمنية تجاه تحرير بعض المناطق من الممكن خلال الأشهر المقبلة أن نعيد ترتيب خططنا ومشاريعنا في تلك المناطق".
وأضاف البياتي أن "الكثير من مساراتنا بالنسبة للكابل الضوئي قد دمرت تماماً كالمسارات المتوجه من بغداد الى الموصل مروراً بتكريت وبيجي ومسار كركوك- بعقوبة، لأنه عادة في كل دول العالم يكون الكابل الضوئي مع أكتاف الشوارع باعتبارها تكون أكثر أمناً من بقية المناطق كالمناطق الزراعية وغيرها التي تحدث فيها قطوعات كثيرة، إلا في العراق أصبحت أكتاف الشوارع اخطر من المناطق الزراعية".
وأشار البياتي الى انه "وخلال المدة الماضية تمت إعادة بعض هذه المسارات من جديد بجهود ملاكاتنا كمسار كركوك – بعقوبة الذي إعادته خلال أسبوعين بعد تحرير آمرلي والعظيم وبات الخط الآن آمناً، لكن مسار الكابل الضوئي في المناطق الشرقية الغربية، كمسار بغداد - طريبيل ومسار الموصل - تكريت - بيجي حتى الآن لا تزال معطلة ولا يمكن إعادتها في الوقت الحالي بسبب استمرار العمليات العسكرية".
ولفت البياتي إلى إن "تعطيل تلك المسارات أثر بشكل مباشر على عمل الوزارة ومشاريعها وحتى تطلعاتها المستقبلية بشأن تطوير الكابل الضوئي، مبيناً ان" الوزارة تدرس الآن البدائل لتلك المسارات"، لافتاً إلى أن "موقع العراق هو موقع ستراتيجي فوجود البنى التحتية للعراق ممكن أن يجعله معبراً عالمياً للحركة الدولية الإلكترونية حيث بالإمكان أن يرتبط الشرق بالغرب من العالم".
وتابع البياتي أن "دول الشرق والغرب الآن تستخدم طريق مصر عبر بوابات قناة السويس إلا أن طريق العراق تعد اقصر وأسرع من تلك الطريق، لذا فهنالك رغبات كبيرة من قبل شركات عالمية باستخدام طريق العراق".
وكانت وزارة الاتصالات أعلنت، في شباط 2011، أنه سيتم توفير خدمات متطورة لخطوط الاتصالات الجديدة، مثل الإنترنت والفيديو والاتصال السريع، من خلال اعتماد الخطوط الضوئية (Fiber Optics) لتطوير خدمات الهاتف الأرضي
يذكر أن العراق يعاني قدم شبكات الاتصالات الأرضية وتخلفها ما أدى إلى عزوف المواطنين عن استعمالها، لاسيما بعد 2003 والتنامي المطرد في انتشار الهواتف النقالة وما تتمتع به من مرونة وتطور مقارنة بالهواتف الأرضية.
تم التحديث في 15 تشرين الثاني 2014 | المصدر: جريدة المدى |