أثارت خطة إتش. إس. بي. سي. التي تضمنت خفض العمل الاستثماري والأصول العالية المخاطر قيمتها 290 مليار دولار وتسريح 50 ألف موظف من أصل 266 موظفاً أي نحو 19% من القوى العاملة مخاوف كبيرة من المخاطر التي يمكن أن يواجهها القطاع المصرفي والمتمثلة في شح السيولة والمنتجات الرديئة..
حيث تحدثت تقارير بريطانية عن ارتفاع حجم الأصول المشكوك في سلامتها والتي قدرت بنحو 64 مليار دولار. ويقدر محللون أن البنك سيحتاج لضخ 100 مليار دولار لمعالجة الاختلالات المالية. وتراقب الأسواق العالمية بحذر خطوة المصرف الذي يعتبر ثالث أكبر بنوك العالم بأصول تقدر بنحو 2.7 تريليون دولار.
كما سلطت الخطــوة، التي تشمل تسريح 8 آلاف في المملكة المتحدة و25 ألفاً في البرازيل وتركيا و17 ألفاً في بقية أنحاء العالم، الضوء على ارتفاع التكاليف التشغيلية وتراجع العوائد. لكن الخطة ووجهت بتحفظ في بعض الأوساط حيث شكك فرانسيس لون الخبير في الأوراق المالية في بورصة هونغ كونغ في جدواها مستدلاً بفشل تخفيضات قياسية في التكاليف خلال الفترة الماضية في تحيق تقدم يذكر.
وأشار فرانسيس إلى أن المسألة لا تنفصل عن الخلل العام في النظام المالي العالمي. وتعارض نقابات الموظفين الخطوة بشدة وترى فيها محاولة للابتعاد عن المعالجات الحقيقية للأزمة. وتلقي النقابات باللوم على الاستراتيجيات العامة والحوافز والمكافآت الضخمة التي يتلقاها المديرون وكبار الموظفين.
قرار الانتقال
وعلى الرغم من تأكيد البنك بأنه لم يتخذ قراراً بشأن ما إذا كان سينقل مقره إلى خارج بريطانيا إلا في نهاية العام، إلا أن تقرير نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية أشار إلى أن البنك بدأ بالفعل في إعداد العدة للانتقال إلى هونغ كونغ.
ورأى التقرير أن قرار شطب 8 آلاف وظيفة في بريطانيا والإبقاء على الهياكل الوظيفية في هونغ كونغ هو أكبر دليل على ذلك. لكن في الجانب الآخر حذر التقرير من أن الطريق لن يكون سالكاً أمام البنك في حال نقل مقره إلى هونغ كونغ نظراً للنفوذ الصيني الكبير في المقاطعة.
ارتفاع التكاليف
ويكافح البنك لمواجهة ارتفاع التكاليف على الرغم من جهود استمرت أربع سنوات من أجل إحداث تخفيضات جذرية. وتتحدث تقارير صحفية في بريطانيا عن أن ارتفاع التكاليف وانخفاض الأرباح في المملكة المتحدة كلها عوامل ستدفع البنك إلى نقل مقره من المملكة المتحدة.
وقد يجد البنك نفسه مجبراً لمغادرة بريطانيا في ظل الضغوط التي يواجهها هناك وخصوصاً القواعد الجديدة التي تعتزم الحكومة تطبيقها خلال الفترة المقبلة. وفي ظل تراجع عوائد المستثمرين وارتفاع التكاليف فمن المتوقع أن يركز البنك أكثر على أسواق النمو الرئيسية مثل هونغ كونغ وبعض البلدان الآسيوية والأوروبية.
حقوق المساهمين
ونقلت بي بي سي عن أندري بايلي رئيس سلطة التشــريعات المصرفية في بنك إنجلترا المركزي القول إن أتش أس بي سي سيكون محقاً إذا ما اتخذ قراراً بنقل مقره الرئيسي من لندن إلى آسيا لأن ذلك سيحمي حقوق المساهـــمين. وكان البنك قد نقل في 1993 مقره من هونغ كونغ إلى لندن بعد شراء مصرف ميدلاند، لكنه ظل في حالة مراجعة متواصلة لاستراتيجياته منذ 2012.
وتعمل معـــظم البنوك البريطانية الكبرى على مراجعة استراتيجياتها من أجل التمكن من الوفاء بالمتطلبات التنظيمية الجديدة التي يعتزم بنك إنجلترا المركزي تطبيقها والتي تلزم جميع المصارف بفصل أنشطتها المصرفية اعتباراً من 2019 في خـــطوة تهدف لتـــفادي أزمــة مالية جديدة على غرار تلـــك الـــتي حدثت في 2008.
ومن المؤكد أن أتش أس بي يدرك تماماً تلك الحـــقائق حيث نقلت «بي.بي.سي» عن رئيسه التنفيذي ستيورات غاليفار القول: العالم يتـــغير وعلينا أن نتغير معه.
قواعد صعبة
وتواجه البنوك أيضاً معضلة التعامل مع قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة التي تم تصميمها لتنظيم مكافآت كبار المديرين. وحذر أندري بايلي من أن ظروف السيولة الضعيفة ستكون بمثابة اختبار للأسواق في خلال الفترة المقبلة، وقد تعرض النظام المالي للخطر. وأضاف: تشير المعطيات الحالية إلى أن الوضع في الأسواق المالية يتسم بالهشاشة.
جدلية الضرائب
يرى خبراء أن الحجم الكبير من الضرائب التي يدفعها في بريطانيا من بين الدوافع التي جعلت أتش. أس. بي. سي يعجل في تغيير استراتيجيته. وأثار القرار الذي اتخذته بريطانيا في 2010 بفرض ضريبة إضافية على العمليات المصرفية حفيظة الكثير من البنوك الكبرى وعلى رأسها أتش أس بي سي. وزادت الضرائب التي تفرضها بريطانيا على القطاع المصرفي، تسع مرات منذ تم فرضها قبل سنوات، وبلغت حصيلتها 8.1 مليارات دولار كانت حصة أتش. أس. بي. سي وحده منها 1.1 مليار.
أكبر 10 بنوك في العالم
الترتيب اسم البنك الأصول (تريليون دولار) عدد العاملين (ألف موظف)
- البنك التجاري الصناعي الصيني 3.328 441.9
- بنك التشييد الصيني 2.704 368.4
- اتش اس بي سي البريطاني 2.634 263
- البنك الزراعي الصيني 2.579 478
- جي بي مورغان الأميركي 2.573 242
- بي أن بي باريبيا الفرنسي 2.526 185
- بنك الصين 2.463 120
- مجموعة ميتسوبيشي المالية اليابانية 2.337 135
- كريدي أجريكول الفرنسي 2.143 149
- بنك باركليز البريطاني 2.114 140
تم التحديث في 11 حزيران 2015 | المصدر: البيان الاماراتية |